باحـــو ثقافة وإبداع

السلام عليك يا زائرنا الكريم انت غير مسجل لدينا نرجو منك التسجيل معنا في المنتدي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

باحـــو ثقافة وإبداع

السلام عليك يا زائرنا الكريم انت غير مسجل لدينا نرجو منك التسجيل معنا في المنتدي

باحـــو ثقافة وإبداع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
باحـــو ثقافة وإبداع

كل ما يتعلق بالثقافة والإبداع

شاركونا بواضيع هامة ساهمو في الحركة التثقيفية الرامية الى الابداع
شاركونا بواضيع هامة ساهمو في الحركة التثقيفية الرامية الى الابداع

    طهارة النفس وأمراض القلوب

    molydris
    molydris


    عدد المساهمات : 123
    نقاط : 312
    تاريخ التسجيل : 12/03/2010

    طهارة النفس وأمراض القلوب Empty طهارة النفس وأمراض القلوب

    مُساهمة من طرف molydris الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 9:14 pm


    طهارةالنفس وأمراض القلوب
    نبيل عطوة
    يتناول حقيقة النفس وأنواعها وصفات النفس المطمئنه والتعرف على النفس اللوامة والنفسالأمارة بالسوء وحقيقة أمراض القلوب وكيفية علاجها
    إلى كل قلبٍ نقيٍ ونفسٍ صافيةٍ اطمأنت بذكر اللهوقنعت برزقه ورضيت بقضائه وصبرت على ابتلائه وحمدته على أنعمه وانشرحت بحبه وحبرسوله صلى الله عليه وسلم
    إلى كل مؤمن سليمالصدر طاهر النفس لين الجانب طيب العشرة إليكم أهدي هذه الرسالة لتكون لكم عونا فيتوثيق الإيمان وتوكيد الصلة بالله تعالى ولتعلموا أنكم مؤمنون حقا يحبكم اللهورسوله . ترجون رحمته وتخافون عذابه وتحبون عباده وتطبقون شرعه ومنهاجه فاثبتوافإنكم على الحق وفقكم الله لطاعته وأيدكم بتوفيقه وأدخلكم في رحمته وعمكم بعفوهومغفرته
    إلى كل نفس تلومصاحبها على ترك الخيرات وفعل المنكرات فيندم على ما فعل ويتوب إلى الله توبةنصوحا تخلصه من ذنوبه وتقربه إلى اللهبصالح الحسنات فتأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر
    وإلي كل نفس خبيثةأمارة بالسوء تأمر صاحبها بفعل السيئات وترك الحسنات وتسقطه في مستنقع الرذيلة وجبالمعصية وتسيطر عليه أهواؤه وتغلبه شهواتهفيكون عونا للشيطان على نفسه وعلى الآخرين ويكون سببا في هلاك نفسه وهلاكهم إليك أهدي هذه الرسالة محاولا مساعدتك فيالتعرف على أمراض نفسك فتقف عليها وتحاول أن تجد لها العلاج ولا يكون العلاج إلابالتقرب إلى الله والإيمان به وبرسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم
    أما بعد
    فإن الله سبحانهوتعالى هو خالق النفس وملهمها التقوى والفجور فمن اختار طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم عما سواهما فقد زكى نفسه وطهرها من الأخلاق الدنيئةوالرذائل ومن زكى نفسه فقد أفلح في الدنيا والآخرة فتكون نفسه راضية في الدنيا ومطمئنة عند الموتومرضية في الآخرة فقد قال الله تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربكراضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي) الفجر 27:29
    وأما من اختار لنفسه الفجور وذلك بمعصية اللهورسوله فقد خاب ودسَّ نفسه أي أهلكها وخسر دنياه و آخرته فقد قال تعالى " ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها" الشمس 7:10
    وقد كَانَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِيتَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَامسلم وصححه الألباني 1286في الصحيحة
    ولكن ما أنواع النفس؟
    مما سبقنخلص إلى أن النفس إما أن تكون مطمئنة أو لوامة أو أمارة بالسوء وإما أن تكون راضية أو مرضية وهي ملهمة إمابالخير أو بالشر و قد تكون نفس الإنسانمتغيرة على مدار اليوم الواحد فالإيمان يزيد وينقص ولكن نفس المؤمن دائما ملهمةبالخير فيعمل صالحا ولكن قد ينساق إلى هوى نفسه فتأمره بالسوء ثم بعد ذلك يتذكرإيمانه بالله سبحانه وتعالى فتلومه نفسه على ما فعل فيتوب إلى الله ويندم على مافعل وتطمئن نفسه مرة أخرى بذكر الله تعالى . وإليكم أنواع النفس
    أولا – النفسالمطمئنة
    وهي النفس التي تداوم على فعل الطاعات وتركالمنكرات وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهي دائما ملهمة بالخير
    النفس المطمئنة لاتأمر صاحبها إلا بالخير دائما ولا تحمل شيئا من أمراض القلوب من حقد أو حسد أو غلأو نفاق بل تجد صاحبها نقي السريرة منشرح الصدر سليم القلب طاهر البدن يحب الخيرلكل الناس فإذا رأى بأحد نعمة لا يتمنى زوالها منه بل يدعو الله أن يزيده من فضلةويبارك له فيها
    أدبت نفسي فما وجدت لها من بعد تقوى الإله من أدب
    إن كان من فضة كلامك يا نفس فإن السكوت من ذهب
    ثانيا – النفساللوامة
    وقد أقسم الله تعالى بها وذلكفي قوله" لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة" قال الحسن: هي والله نفسالمؤمن، ما يرى المؤمن الا يلوم نفسه قائلا: ما اردت بكلامي؟ ما اردت بأكلي؟ مااردت بحديث نفسي؟ والفاجر لا يحاسب نفسه. و قال مجاهد هي التي تلوم على ما فاتوتندم، فتلوم نفسها على الشر لم فعلته، وعلى الخير لم لا تستكثر منه. تفسيرالقرطبي جزء 18 سورة القيامة
    رأيت الذنوب تميت القلوبَ ويورث الذلَ إدمانُها
    وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ وخيرٌ لنفسك عصيانُها

    ثالثا – النفسالأمارة بالسوء
    وهي النفس الخبيثةالتي تشتهي فعل الشر دائما ولا تأمر صاحبها إلا بمعصية فتأمره بفعل كل ما هو سيئوترك كل ما هو حسن وتأمره بالمنكر وتنهاه عن المعروف وتأمره أيضا بمعصية الخالقوظلم المخلوق فتجد نفسه مملوءة بكل أمراض القلوب من حقد وحسد وغل ونفاق وبغضوتجدها تحمل كل ما هو نجس وسيئ من الأخلاق المذمومة وهي نفس المنافق والكافروالمشرك وقد ورد ذكرها في كتاب الله في قوله تعالى وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارةبالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم" يوسف 53
    ويوم القيامة لا ينجومن النار ولا يدخل الجنةإلا من أتي الله بقلب سليم . سليم من الشرك والنفاق وغيرهما من الخبائث كما قالتعالى (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍسَلِيمٍ) الشعراء :89 وفي الخبر عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما تقولون في صاحب لكم إن أنتم أكرمتموهوأطعمتموه وكسوتموه أفضى بكم إلى شر غاية وإن أهنتموه وأعريتموه وأجعتموه أفضى بكمإلى خير غاية قالوا: يا رسول الله! هذا شر صاحب في الأرض. قال: فوالذي نفسي بيدهإنها لنفوسكم التي بين جنوبكم قرطبي تفسير القرطبي جزء9 سورة يوسف
    أشكو إلى الله نفساً ما تلائمني تبغي هلاكي ولا آلو أناجيها
    ما إن تزال تناجيني بمعصية فيها الهلاك وإني لا أواتيها
    أخيفها بوعيد الله مجتهداً وليس تنفك يلهيها ترجيها
    وقد يسأل سائل كيفأعرف أن نفسي مطمئنة أو لوامة أو أمارة بالسوء ؟ أو بمعنى آخر ما صفات كل نفس ؟
    إذا كان لديك يقينا دائما أن الله معك ولا يخزيكأبدا وأن الله لا يأمر أو يقضي إلا بما هو في صالحك اطمأنت نفسك وتغلبت على صراعاتنفسك فاللنفس صراعات بين فعل الخير وارتكاب المعصية فإذا غلبت فعل الخير على الشركنت من أصحاب النفس المطمئنة وإذا غلبت فعل الشر على الخير في كل أحوالك كنت منأصحاب النفس الأمارة بالسوء وأما إذا غلبت الخيرتارة ولكن قد تضطرك نفسك إلى ارتكاب بعض المعاصيتارة أخرى ولامتك نفسك على فعلها فعدت إلى فعل الخير مرة أخرى كنت من أصحاب النفساللوامة وإليك بعض صفات هذه الأنفس
    أولا - صفات النفسالمطمئنة1- المداومة على ذكر الله


    النفس المطمئنةدائما تذكر الله لا يشغلها عن ذكره شاغل سواء كان ولدا أو زوجة أو مالا فهي معالله تحيا بحبه وتطمئن بذكره وتتمنى لقاءه وفي ذلك قال تعالى(الَّذِينَآمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِتَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) سورة الرعد28 وهي لا تغفل عن ذكر الله أبدا ولذلك لا تفعل شيئايغضبه و يذكر صاحبها الله سبحانه على كل أحواله كما فيقوله تعالى (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَقِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) آل عمران 191 وكذلك في كل أوقاتهفي السر والعلن كما في قوله تعالى ( واذكر ربك في نفسكتضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين )
    إذن يكون الإنسان على كل أحواله ذاكرا لله عز وجلفذكر الله نبراسا ينير له قلبه ويهديه إلى الطريق المستقيم لا يضل عنه ولا يزيغأبدا
    أنت أنسي و منيتي و سروري قد أبى القلب أن يحبى سواكا
    يا عزيزي و منيتي و اشتياقي طال شوقي متى يكون لقاكا
    ليس سؤلي من الجنان نعيم غــــير أني أريدها لأراكا
    لذلك ذكر الله حياة القلوب ونورها كقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) الأنفال 24
    وذكر الله أساس كلعمل صالح ولك أن تتخيل رجلا يذكر الله على كل أحواله وحركاته أيفعل شيئا يغضبه؟وهل الذي يحمد الله بقوله الحمد لله يطمع في شيءلم يكتبه الله له أو يتمنى ما فييد الآخرين وليس له فيه حق ؟ وهل الذي ملأ قلبه بذكر الله يجد الحقد في قلبهمكانا؟ وهل الذي ملأ قلبه بحب الله ورسوله تجد في قلبه بغضا لأحد؟
    فكر قليلا وسوف تجدالإجابة إن شاء الله هدانا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى

    2- سلامة الصدر
    و النفس المطمئنة صاحبها من أشد المقربين إلى الله تعالىوتجد إيمانه من أعلى درجات الإيمان وهم الأنبياء والصديقون وإذا تفكرت في سير الأنبياء تجد أن الله زكيأنفسهم أولا ثم بعثهم بالرسالة بعد ذلك فغسل الله قلوب أنبيائه بالحكمة والإيمانوذلك حتى يستقبلوا النور الإلهي بنفس مطمئنة لا تزيغ ولا تضطرب ونرع الله منقلوبهم الغل والحسد والحقد وكل سواد من شأنه أن يعمي القلوب ويزيغ الأبصار فهذا سيدنا موسى عليه السلام يدعو الله قائلا ( رب اشرح لي صدري ) طه 25 وهذاخير البرية صلى الله عليه وسلم عندما أراده الله سبحانه وتعالى أن يستقبلالنور الإلهي شرح صدره مرتين الأولى في سن الخامسة -وهو ما اتفق عليه أئمة أهلالسير – من حديثأَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُفَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ هَذَاحَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِزَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ وَأَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ رواه أحمد ومسلم وصححه الألباني
    والثانية : قبلالقيام برحلة الإسراء والمعراج من حديث أبي ذر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَفَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّغَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةًوَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِيفَعَرَجَ بِي صحيح رواه البخاري كتاب الصلاه336
    وهنا نلاحظ أنالقلب إن لم يُملأ بحب الله والإيمان به مُليء بوسوسة الشيطان وهوى النفس ولذلككان من دعاء النبي (ص) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُقَالَ قَالَ رسول الله أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَعُوذُ بِكَ مِنْشَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِه) رواهِ الترمذي وقال حَدِيثٌحَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه الألباني 4402
    وعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَشَهَّدَ قَالَ الْحَمْدُلِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِأَنْفُسِنَا مِنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَاهَادِيَ لَهُ ابوداودكتاب الصلاه وصححه الألباني
    فالرسول (ص) وهورسول الله الذي خاطبه ربه قائلا( ألم نشرح لك صدرك ) يدعو ربه بهذهالأدعية وهو ذو النفس المطمئنة والقلب السليم والروح الطاهرة والخلق القويم فكيفبنا نحن ؟
    وقد كان صلى الله عليه وسلميمنع أصحابه أن يبلغوه عن أحد شيئا فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ لَا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا فَإِنِّيأُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ ابوداود كتاب الأدب وضعفه الألباني
    3 - القناعة


    كان من دعاء النبي r فيما رواه الحافظ ابن عساكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "قل اللهم إني أسألك نفساًبك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك" ورواه الطبراني في الكبير تحقيقالألباني ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 4099 في ضعيفالجامع . ‌
    وهنا قد وضح لنا المعصوم ما يجب أن تتصف بهالنفس المطمئنة من الإيمان بالله و القناعة والرضا بالقضاء قال ذو النون : من وثقبالمقادير لم يغتم وقال من عرف الله رضي بالله وسُر بما قضى الله
    والقناعة رضا العبدبما قسمه ربه له من المال والزوجة والأولاد وهي قناعة بالموجود وترك الحزن على المفقود والقناعة أيضا أن تحمد الله علىكل أحوالك وتشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ويتحقق الحمد والشكر بالقناعةوتقوى الله تعالى فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِوَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ ابن ماجه وصححه الألباني 4580
    عليك بتقوى الله واقنع برزقه فخير عباد الله من هو قانع
    وتلهك الدنيا ولا تطمع بها فقد يهلك المغرور فيها المطامع
    وقد أوجز من أوتيجوامع الكلم في تعريف القناعة في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْأَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُيَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا رواه ابن ماجه وحسنه الألباني 6042
    وهي أيضا أن ترضى برزق الله ولا تقيس كل شيءبالمال فإن الغنى غنى النفس و كما قال رسول الله r لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِوَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ ابنماجه وصححه الألباني 5377
    ولماذا لا نقنع ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالقناعة ، فإن القناعة مال لا ينفد الطبراني في الأوسط ووضعه الألباني 3775في الضعيفة
    أنشد البحتري
    وأرى همـــتي تكلفـــني حمل أمر خفيفه لثقيل
    ولو أني رضيت مقسوم حظي لكفاني من الكثير القليل
    ولماذا لا نقنع ؟ ما كنا علىيقين أن الله يرزق من يشاء كيفما يشاء بما فيه مصلحة العباد وأن ما من دابة في الأرضإلى على الله رزقها كما في قوله تعالى " وما من دابةفي الأرض إلا على الله رزقها " هود :6 فهي الرضا والتعفف وترك المسألةفقد قال الشاعر
    صان وجهي عن السؤال بحمد الله أني أرى القناعة مالي
    واعلموا أن القناعة عز الفقير والمسكين وهي رأس مال كل متعفف صان نفسه عن مسألةالآخرين
    أفادتني القناعة كل عز وهل عز أعز من القناعة
    فصيرها لنفسك رأس مال وصير بعدها التقوى بضاعه
    ولكن في أي شيء يجوزألا نقنع ؟
    المؤمن الحق هو أن يقنع برزقالله تعالى ولكنه لا يقنع من استكثار فعل الخير وتحصيل علوم الدين ولكننا الآن وقد أكلتنا الدنيا وجعلتنا ندور في رحاها أصبح كل همنا هو كيف نجمع الأموال حتىيكون لنا قيمة في المجتمع الذي يقيس كل شيءٍ بالمال
    أرى رجالاً بأدنى الدين قد قنعوا ولا أراهم رضوا في العيش بالدون
    فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين
    أمراض القلوب


    الأمراضنوعان : بدني ونفسي أو قلبي
    و مرض البدن خلال صحته وصلاحهوهو فساد يكون فيه يفسد به إدراكه وحركته الطبيعية فإدراكه إما أن يذهب كالعمىوالصمم وأما فساد حركته الطبيعية فمثل أن تضعف قوته عن الهضم أو مثل أن يبغضالأغذية التي يحتاج إليها ويحب الأشياء التي تضره ويحصل له من الآلام بحسب ذلك ولكن مع ذلك المرض لم يمت ولم يهلك بلفيه نوع قوة على إدراك الحركة الإرادية في الجملة فيتولد من ذلك ألم يحصل في البدنفيداوى ( ابن تيميه : أمراض القلوب )
    وكذلك مرض القلب هو نوع فساد يحصلله يفسد به تصوره وإرادته فتصوره بالشبهات التي تعرض له حتى لا يرى الحق أو يراهعلى خلاف ما هو عليه وإرادته بحيث يبغض الحق النافع ويحب الباطل الضار فلهذا يفسرالمرض تارة بالشك والريب كما فسر مجاهد وقتادة قوله تعالى ( في قلوبهم مرض ) أي شكوتارة يفسره بشهوة الزنا كما فسر به قوله ( فيطمعالذي في قلبه مرض) ( ابن تيميه أمراض القلوب)
    والمرض النفسي هوحدوث اضطرابات وصراعات نفسية وقلبية تجعل الإنسان يشعر بعدم الطمأنينة ينتج عنهاأفعال خارجية تضر به وبمن حوله سواء كانعن قصد أو غير قصد
    وقد وصف اللهسبحانه وتعالى القلب الذي يحمل صفات من شأنها أن توجد الشحناء والبغضاء بين الناسبالمرض فهذه نفوس مريضة عظيمة الداء وذلك في قوله تعالي" في قلوبهممرض فزادهم الله مرضا" البقرة :10 وقوله تعالى "وأما الذين في قلوبهممرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم" التوبة 125
    الطمع من أمراض القلوب
    والطمع : عكس القناعة وهو عدمالرضا بقسمة الله تعالى والرغبة في الحصول على ما في يد الآخرين دون بذل أي مجهودمن ناحيته فالإنسان مريض القلب والنفسيشتهي النعمة التي في يد أخيه مع العلم أن في يده مثلها ولكنه الطمع فيطمع الإنسانفي شيء ليس فيه مطمع ويشعر دائما أنه في احتياج لهذا الشيء وهو ليس من حقه كما قالرسول الله : استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع و من طمع غير مطمع حين لا مطمع . هذا حديث مستقيم الإسناد و لم يخرجاه . الحاكم وضعفه الألباني815
    ولماذا الطمع ؟ وقد حذرنا رسول الله منه عندماجاءه رجل وقال له أوصني يا رسول الله فقال: عليك باليأسمما في أيدي الناس ، و إياك و الطمع فإنه الفقر الحاضر ، و صل صلاتك و أنت مودع وإياك و ما تعتذر منه رواه الحاكم وهذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه . وضعفه الألباني3739
    لا تخضعن لمخلوق على طمع فإن ذاك مضر منك بالدين
    واسترزق الله مما في خزائنه فإنما هي بين الكافوالنون
    وقد يسأل سائل هلالطمع مرض نفسي و قلبي ؟
    سوف يجيبك رحمة الله للعالمينحيث أنه كان يتعوذ صلى الله عليه وسلم من النفس التي لا تشبع في الحديث الذي رواه عَبدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍلَا يَخْشَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْعِلْمٍ لَا ينفع الترمذي تحقيق الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1297 في صحيح الجامع . ‌
    فالنفس التي لا تشبع هي بالطبع مريضه يجبعلاجها وتزكيتها حتى تهدأ وترضى برزق الله وقضائه وقد ذكر الله جل وعلا في كتابهالعزيز أن الطمع مرض قلبي فقد قال تعالى( يا نساء النبيلستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولامعروفا) الأحزاب 32
    لا يملأ نفس ابن آدمإلا التراب
    والإنسان الذي يطمع لا يملأنفسه إلا التراب والمخزي حقا أنك تجد الإنسان ميسور الحال وقد رزقه الله من حيث لايحتسب ومع ذلك لا يقنع وتجده متلهفا للمزيد وقد أخبر عن ذلك من لا ينطق عن الهوى rكما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَوَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ وَلَا يَمْلَأُنَفْسَهُ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ابن ماجه تحقيقالألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1781 في صحيحالجامع . ‌
    الحرص لؤم ومثله الطمع ما اجتمع الحرص قطوالورع
    من ألف الحرص لم يزل جشعا وجشع النفس ما له شبع
    ولكن هل يجوز الطمعفي بعض الحالات ؟
    ذكرنا أنه يجوز عدم القناعة فيالاستكثار من أعمال البر والخير بل يجوز الطمع في بعض الحالات فقد نهانا صلى اللهعليه وسلم من الطمع في غير مطمع إذن هناكأشياء لا يجب فيها الطمع وأشياء يجوز فيهاالطمع وهو ما يطلق عليه التمني المحمود
    1 – الطمع فيماعند الله تعالى
    وهو أن تطمع في الزيادة من فضلالله وفي رحمته قال تعالى (هو الذي يريكم البرق خوفاوطمعا وينشئ السحاب الثقال)الرعد 12 أي خوفامن عقابه وطمعا في فضله ورحمته وقال أيضا (إنانطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين) الشعراء 51ومعنى الطمع في الآيتين الرجاء أي أننا نرجوا من الله عز وجلأن يغفر لنا ذنوبنا ويعمنا بفضله ويرحمنا من عقابه
    ويتضح هذا المعنى من قول الرسولصلى الله عليه وسلم (إني لأطمع أن تكونوا ربع أهلالجنة فكبرنا وحمدنا الله ، ثم قال إنيلأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، فكبرنا وحمدنا الله ، ثم قال : إني لأطمع أنتكونوا نصف أهل الجنة ، إنما مثلكم في الناس كمثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كمثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض ". رواه الطبري تحقيق الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 89 في صحيح الجامع . ‌ وفي رواية ( إني لأرجو )
    سئل إبراهيم بنأدهم بما يتم الورع قال بتسوية جميع الخلق في قلبك والاشتغال عن عيوبهم بذنبكوعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل فكر في ذنبك وتب إلى ربك ليثبت الورع فيقلبك واحسم الطمع إلا من ربك
    ولكن هل الطمعيؤدي إلى التواكل ؟
    الطمع في رحمة الله وفي فضلهيسبقه ويصاحبه إيمان وعمل حتى لا يكون ذلك تواكلا فتسبقه النية الخالصة ويصاحبهالعمل الصادق وذلك لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنْالْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَاللَّهِ مِنْ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ" صحيح رواه مسلم والمقصود من ذلك أن تتقرب إلىالله تعالى بأفضل الأعمال لينشر لك منرحمته وينعم عليك بفضله ومعنى الطمع في الحديث حسن الظن بالله بعد أداء ما أمر بهواجتناب ما نهى عنه كما قال تعالى" أيطمع كل امرئمنهم أن يدخل جنة نعيم" المعارج وهو تعجبمن الكافرين الذين يرفضون عبادة الله سبحانه وتعالى ويطمعون في جناته
    وقال تعالى "ثم يطمع أن أزيد" المدثر أي بعدما أنعمت عليه بالنعم الكثيرة وكفر بها يطمع أن أزيدها له
    وانظر إلى قول هذا الرجل يوم القيامة في الحديث الذييرويه عبدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌيَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ فَيَنْكَبُّ مَرَّةً وَيَمْشِي مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُمَرَّةً فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ تَبَارَكَالَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنْالْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ قَالَ فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَافَيَقُولُ يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَاوَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ أَيْ عَبْدِي فَلَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَمِنْهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ وَيُعَاهِدُ اللَّهَ أَنْلَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا وَالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُلِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ يَعْنِي عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ثُمَّتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ وَهِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَدْنِنِيمِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَافَيَقُولُ أَيْ عَبْدِي أَلَمْ تُعَاهِدْنِي يَعْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِيغَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا وَيُعَاهِدُهُوَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَافَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَافَيَقُولُ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَاوَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا فَيَقُولُ أَيْ عَبْدِي أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَاتَسْأَلَنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ هَذِهِ الشَّجَرَةُ لَا أَسْأَلُكَغَيْرَهَا وَيُعَاهِدُهُ وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَالِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْمَعُأَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ الْجَنَّةَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُعَبْدِي أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ يَارَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ قَالَ فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَصْرِينِيمِنْكَ أَيْ عَبْدِي أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِنْ الْجَنَّةِ الدُّنْيَاوَمِثْلَهَا مَعَهَا قَالَ فَيَقُولُ أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِقَالَ فَضَحِكَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ أَلَاتَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ قَالُوا لَهُ لِمَ ضَحِكْتَ قَالَ لِضَحِكِ رَسُولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ قَالُوا لِمَضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِضَحِكِ الرَّبِّ حِينَ قَالَ أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّالْعِزَّةِ صحيح رواه مسلم واحمد
    2 – الطمع فيزيادة الخير والبر
    وهو أن تتمنى الخير لك ولغيركوإن كنت لا تملكه الآن والتمني المحمود : أن تري أحد الأبرار كثير العطاء وكثيرأعمال الخير فتتمنى لو أن لك مثل ما يملك لتفعل مثل ما يفعل وهذا لا حرج فيه بليكون أجرك وأجره سواء كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ أَرْبَعَةِنَفَرٍ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَعْمَلُ بِهِ فِي مَالِهِفَيُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًافَهُوَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ مَا لِهَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِييَعْمَلُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُمَافِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًافَهُوَ يَخْبِطُ فِيهِ يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِاللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ لَوْكَانَ لِي مَالٌ مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ قَالَ قَالَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ رواه احمد والترمذي تحقيقالألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3024 في صحيحالجامع . ‌
    أو أنتطمع في أن تعبد الله في أفضل أوقات التعبد كما َرُوِيَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ٍ قَالَ :"مَنْخَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ وَمَنْ طَمِعَأَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِاللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ " صحيح رواه مسلم والترمذي
    صور وعاقبة الطمع
    للطمع صور في المجتمع الذي نعيشفيه الآن منها:
    1- طمع الزوجات فالزوجة الجشعةهي التي لا ترضى بدخل زوجها وتتطلع لما في أيدي صديقاتها الأخريات فتعقد المقارنةبين دخل زوجها وبين دخول أزواج صديقاتها فيكون نتيجة ذلك عدم رضاها عن زوجها ممايمثل ذلك عبئا عليه فقد تدفعه إلى الاقتراض من الآخرين حتى يصير مثقلا بالديونفيعاني من همين هم الزوجة وهم الدين أو قد تدفعه إلى الكسب الحرام فتمتد يده إلىما يغضب الله ونتيجة ذلك تكون العاقبة مهينة ومخزية إلا من تاب إلى الله سبحانهوتعالى .
    2- انتشار الرشوة والاختلاسوالسرقة : من صور الطمع في المجتمع وعدم الرضا بالمتاح والمقسوم من الرزق اضطرارالموظف إلى الرشوة أو خيانة الأمانة باختلاس أموال الغير أو إلى السرقة وتناسىأولئك أن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته أو بسخاوة وطيب نفس ولا يطلب ما عند اللهبمعصيته أبدا فقد قَال َصلى الله عليهوسلم إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍبُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهرواه الترمذي وقالِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ

    قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : نفث روحالقدس في روعي أن نفساً لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها،فأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن الله لاينال ما عنده إلا بطاعته رواه الطبراني وعبدالرزاق وابن أبي شيبة
    المال ينفد حله وحرامه يوما ويبقى بعده آثامه
    ليس التقي بمتق إلهه حتى يطيب شرابه وطعامه
    ويطيب ما يجني ويكسب أهله ويطيب من لفظ الحديث كلامه
    نطق النبي لنا به عن ربه فعلى النبي صلاته وسلامه
    واليكم هذه القصة لنأخذ منهاالعبر والعظات ولنتعرف على عاقبة الطمع والذي يؤدي إلى الهلاك
    صحب سيدنا عيسى يهودي. وكان مع اليهودي رغيفان ، ومع عيسى رغيف ، فقال له عيسى : شاركني. فقال اليهودي:نعم . فلما رأى أنه ليس مع عيسى إلا رغيف ندم ، فلما ناما جعل اليهودي يريد أنيأكل الرغيف ، فلما أكل لقمة قال له عيسى: ما تصنع ؟ فيقول : لا شيء ! فيطرحها، حتى فرغمن الرغيف كله . فلما أصبحا قال له عيسى : هلم طعامك ! فجاء برغيف ، فقال له عيسى:أين الرغيف الآخر؟ قال : ما كان معي إلا واحد . فسكت عنه عيسى ، فانطلقوا، فمروابراعي غنم ، فنادى عيسى : يا صاحب الغنم ، أجزرنا شاةً من غنمك . قال : نعم ، أرسلصاحبك يأخذها. فأرسل عيسى اليهودي ، فجاء بالشاة فذبحوها وشووها، ثم قال لليهودي :كل، ولا تكسرن عظماً. فأكلا. فلما شبعوا، قذف عيسى العظام في الجلد، ثم ضربهابعصاه وقال : قومي بإذن الله ! فقامت الشاة تثغو، فقال: يا صاحب الغنم ، خذ شاتك ،فقال له الراعي : من أنت ؟ فقال : أنا عيسى ابن مريم . قال : أنت الساحر! وفر منه. قال عيسى لليهودي : بالذي أحيى هذه الشاة بعد ما أكلناها، كم رغيفا كان معك؟فحلف ما كان معه إلا رغيف واحد. فانطلقا........، حتى مرا على كنز قد حفرته السباعوالدواب ، فقال اليهودي : يا عيسى، لمن هذا المال ؟ قال عيسى : دعه ، فإن له أهلاًيهلكون عليه. فجعلت نفس اليهودي تطلع إلى المال ، ويكره أن يعصى عيسى، فانطلق مععيسى . ، فقال لليهودي أخرجه حتى نقسمه . فأخرجه ، فقسمه عيسى بين ثلاثة، فقالاليهودي : يا عيسى، اتق الله ولا تظلمني ، فإنما هو أنا وأنت !! وما هذه الثلاثة؟قال له عيسى : هذا لي ، وهذا لك ، وهذا الثلث لصاحب الرغيف . قال اليهودي : فإنأخبرتك بصاحب الرغيف ، تعطيني هذا المال ؟ فقال عيسى : نعم . قال : أنا هو. قالعيسى : خذ حظي وحظك وحظ صاحب الرغيف ، فهو حظك من الدنيا والآخرة. فلما حمله مشىبه شيئاً، فخسف به . ومر بالمال أربعةنفر، فلما رأوه اجتمعوا عليه ، فقال اثنان لصاحبيهما: انطلقا فابتاعا لنا طعاماًوشراباً ودواب نحمل عليها هذا المال . فانطلق الرجلان فابتاعا دواب وطعاماًوشراباً، وقال أحدهما لصاحبه : هل لك أن نجعل لصاحبينا في طعامهما سماً، فإذا أكلاماتا، فكان المال بيني وبينك ؟ فقال الآخر: نعم ! ففعلا. وقال الآخران : إذا ماأتيانا بالطعام ، فليقم كل واحد إلى صاحبه فيقتله ، فيكون الطعام والدواب بينيوبينك . فلما جاءا بطعامهما قاما فقتلاهما، ثم قعدا على الطعام فأكلا منه، فماتا.وأعلم ذلك عيسى رواه الطبري في تفسيره
    والآن أيهما تفضلأن ترضى بما قسمه الله لك فتكون مؤمنا حقا أم تطمع فيما عند الآخرين و ليس لك فيهمن حق ؟
    الحقد من أمراضالقلوب
    الحقد هو إظهار مشاعر كره وبغض للآخرين دون سببمنهم فهو غليان القلب بأحاسيس مضادة نحو الآخرين وتجد في القلب نارا تتأجج حتى تصلإلى درجة الانصهار فتذيب كل من يقترب منها فالحقد مرض نفسي ينشأ عن وسوسة النفس فتدفع الإنسان إلى عدمالرضا عن الله سبحانه وتعالى وقد قيل مندواعي الحقد أن يكون في الحاقد شحبالفضائل وبخل بالنعم فيسخط على الله في قضائه ويحقد على ما منح من نعم والحقود منالهم كساقي السم فان سرى سمه استراح همه
    ويبرز هنا سؤال مأسباب الحقد ؟
    1- ضعف في الإيمان وعدمالرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى
    2- امتلاء قلب الحاقد للبغضالشديد لكل شيء حتى يخيل إليك أنه يبغض نفسه
    فلا تحقد على أخيك المسلم ولاتكرهه وألا تحمل في قلبك له ضغينة أبدا وحاول أن تتقرب له بالود والحب دائما كمافي الحديث عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ كُنَّا جُلُوسًامَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَطْلُعُعَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِتَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِالشِّمَالِ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَىفَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِحَالِهِ الْأُولَى فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَتَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ إِنِّي لَاحَيْتُأَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْتُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ وَكَانَعَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَفَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّوَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّىيَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُيَقُولُ إِلَّا خَيْرًا فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْأَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِيوَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ يَطْلُعُعَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعْتَ أنت الثَّلَاثَمِرَارٍ فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَبِهِ فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَارَأَيْتَ قَالَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَغَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَاأَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِهَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ" صحيح رواه أحمد . انظرإلى طهارة النفس والقلب تدخل صاحبها الجنة ولكن مع طاعة الله ورسوله وأداء الفروضوالواجبات التي أمر بها الله تعالى

    الحسد من أمراض القلوب
    الناس حاسد ومحسود ولكل نعمهحسود وأول ذنب عٌصي به الله في السماء حيثحسد إبليس اللعين أبانا آدم عندما أبى أن يسجد له وأول ذنب عُصي الله به في الأرضحيث حسد قابيلُ هابيلَ فقتله ومن أنواع الحسد حسد الكفار للأنبياء و حسد أخوة يوسفلسيدنا يوسف عليه السلام و حسد المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وحسد أهل الكتاب للمؤمنين كما في قوله تعالى" ود كثيرمن أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبينلهم الحق "البقرة109وقد قيل ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحسود نفس دائم وهم لازم وقلب هائم
    إن الحسود الظلوم في كرب يخاله من يراه مظلوما
    ذا نفس دائم على نفس يظهر منها ما كانمكتوما
    والحسد نوعان : مذموم ومحمود ، فالمذموم أن تتمنى زوال نعمةالله عن أخيك المسلم ، وسواء تمنيت مع ذلك أن تعود إليك أو لا ، وهذا النوع الذيذمه الله تعالى في كتابه بقوله "أميحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله"النساء 54 وإنما كان مذموماً لأن فيهتسفيه الحق سبحانه ، وأنه أنعم على من لا يستحق . وأما المحمود فهو ما جاء في صحيحالحديث من قوله عليه السلام :
    "لا حسدإلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجلآتاه الله ما لاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار" . صحيح رواهالبخاري هذا الحسد معناه الغبطة .وحقيقتها : أن تتمنى أن يكون لك ما لأخيكالمسلم من الخير والنعمة ولا يزول عنه خيره ، وقد يجوز ان يسمى هذا منافسة ، ومنهقوله تعالى : "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" تفسير القرطبي .
    نافس على الخيرات أهل العلا فإنما الدنيا أحاديث
    كل امرئ في شانه كادح فوارث منهم وموروث
    واعلم أن من موانع حبك لأخيك أن تحسده على ما رزقهالله سبحانه وتعالى ولم الحسد وأنت تعلم أن الله هو الذي رزقه وأعطاه هذه النعمةالتي تحسده عليها؟ ولو شاء لأنعم عليك بها أو بمثلها فتوكل على الله الذي رزقكواجعله هو حسبك
    ألا قل لمن كان لي حاسداً أتدري على من أسأت الأدب
    أسأت على الله في فعله إذا أنت لم ترض لي ما وهب
    ولماذا الحسد ؟
    وقد نهانا الرسول صلى الله عليهوسلم عن الحسد الذي من شأنه أن يوجد الشحناء والبغضاء كما في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُالْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَاتَدَابَرُوا وَلَا تَنَافَسُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوانا رواهاحمد تحقيق الألباني ( صحيح ) انظر حديث رقم : 2679 في صحيح الجامع . ‌ فيجب عليك أن تفرح لفرح أخيك وأن تحزن لحزنهفإذا أصابته نعمة من ربه تمنيت له الخير والسعة في الرزق وان أصابته ضراء تقفبجانبه وتمد له يد العون هذه هي الأخوة فاحرص عليها وأن تدعو له كما في قوله تعالى(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَرَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِوَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) الحشر
    يعمى الحسود عنلقاء ربه جهلاً فقلت له مقالة حازم
    الله يعلم حيث يجعل فضله مني ومنك ومن جميع العالم
    عن الأصمعي قال : بلغني أن الله عز وجل يقول :
    الحاسد عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راض بقسمتي التي قسمتبين عبادي رواه البيهقي في شعب الإيمان
    ولماذا الحسد ؟
    وقد حذرنا رسول الله rمن الحسد لأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب كما في الحديث عَنْ أَبِيهُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْوَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُالْحَطَبَ أَوْ قَالَ الْعُشْبَ ابو داود تحقيقالألباني
    ( ضعيف ) انظر حديث رقم : 2197 في ضعيف الجامع . ‌
    أعطيت لكل امرئ من نفسي الرضا إلا الحسود فإنه أعياني
    يطوي على حنق حشاه إذا رأى عندي جمال غنى وفضل بيان
    وأبى فما ترضيه إلا ذلتي وهلاك أعضائي وقطع لساني
    واعلم أخي المسلك أنه لا يجتمعأبدا في قلب مؤمن الإيمان الصادق والحسد الهالك فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِيقَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ صحيح رواه النسائي
    قال العلماء : الحاسد لا يضرإلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود،فيتبع مساوئه ويطلب عثراته.
    الله سبحانه خالق كل شر، وأمرنبيه صلىالله عليه وسلم أن يتعوذ من جميع الشرور. فقال "من شر ما خلق"وجعل خاتمة ذلك ا

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 6:36 am